سعد العولقي تحت المجهر الأمريكي.. 10 ملايين دولار مقابل معلومات عنه
10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن سعد العولقي زعيم القاعدة في اليمن
ضمن خططها الساعية للقضاء على الإرهاب ..أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية زيادة مبلغ المكافأة المعروضة سابقاً، مقابل الحصول على معلومات تقود للقبض على زعيم تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية (AQAP)، المتواجد في اليمن.
وقال برنامج مكافآت من أجل العدالة (Rewards for Justice) التابع لوزارة الخارجية الأمريكية في بلاغ: “إذا كان لديك معلومات عن الإرهابي سعد بن عاطف العولقي، زعيم تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، والمتواجد في اليمن، فأرسلها إلينا، قد تكون مؤهلاً للحصول على مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار، والانتقال إلى مكان آمن”.
وأضاف البلاغ أن العولقي والمعروف أيضاً باسم سعد محمد عاطف، قاد هجمات ضد الولايات المتحدة، ونفذ عمليات خطف طالت عدداً من الرعايا الأميركيين والغربيين في اليمن.
وأشار البرنامج إلى أن العولقي دعا إلى شن هجمات ضد الولايات المتحدة وحلفائها بصفته أمير تنظيم القاعدة المُصنف”منظمة إرهابية”، والأمير السابق للتنظيم في محافظة شبوة، جنوب شرق اليمن.
وسبق للولايات المتحدة أن عرضت في مطلع نوفمبر/تشرين الثاني 2022، مكافأة قدرها 6 ملايين دولار مقابل معلومات عن العولقي، ومع هذا الإعلان ارتفع العرض إلى 10 ملايين دولار، وقال البرنامج “لقد قمنا بزيادة المكافأة المعروضة للحصول على معلومات حول هذا القائد الإرهابي، ساعدونا في العثور عليه”.
العولقي يهدد ترامب
وكان العولقي قد أصدر في أوائل يونيو/حزيران الماضي، تهديدات ضد الرئيس دونالد ترامب، ونائبه جيه دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الدفاع بيت هيغسيث، والملياردير إيلون ماسك، كما حرض على اغتيال قادة في مصر والأردن ودول الخليج العربية، على خلفية الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة.
يُذكر أن العولقي يتولى قيادة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية منذ مارس/آذار 2024، عقب وفاة الزعيم السابق للتنظيم؛ خالد باطرفي متأثرا بمرض خبيث كان يعاني منه منذ فترة طويلة، وفق بيان التنظيم حينها.
من هو العولقي؟
ونصب العولقي في 11 مارس/آذار 2024، زعيما لتنظيم القاعدة الإرهابي خلفا لخالد باطرفي، كما شغل منصب أمير لما يسمى “ولاية شبوة” عام 2011، ، واستمر كذلك حتى 2014 عندما تم ترقيته إلى مجلس الشورى ثم تعيينه في منصب “العمليات” باعتباره أحد أبرز كوادر التنظيم.
والعولقي نجا من استهداف جوي لطائرات أمريكية بلا طيار بمسقط رأسه في قرية الشعبة بمديرية الصعيد في شبوة في 3 مارس/آذار 2017, قتل خلالها شقيقه.
وطبقا لتقرير أممي حديث فإن “زعيم القاعدة في اليمن حافظ على الاتفاق العملي مع الحوثيين الذي استمر على مدى السنوات الثلاث الماضية، والذي شمل عدم الاعتداء المتبادل وتبادل الأسرى ونقل الأسلحة”.
كما استغل “سعد بن عاطف منذ توليه قيادة تنظيم القاعدة في مارس/آذار 2024 ، الاتفاق وعزز من سيطرته على التنظيم الإرهابي من خلال الاستفادة من الروابط القبلية القوية، وأصلح العلاقات مع القبائل، لا سيما في محافظتي أبين وشبوة”.
وفاة خالد باطرفي
وفي الـ 10 من مارس 2024، أعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في إصدار مرئي وعلى لسان خبيب السوداني -عضو مجلس شورى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وفاة زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب خالد باطرفي المُكنى بـ”أبي المقداد الكندي”، وقد أعلن عن اختيار مجلس شورى التنظيم سعد بن عاطف العولقي المُكنى بـ”أبي الليث” خلفًا لـ”خالد باطرفي” أميرًا لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
وقد أفادت في الأسابيع الماضية مصادر متطابقة خاصة لـ”أخبار الآن” أن خالد باطرفي يمرّ بأزمة صحية حرجة، وقد أضاف مصدر جهادي لـ”أخبار الآن” مُعلقًا على حالة باطرفي الصحية: أن باطرفي كان يعاني من العديد من الأمراض وقد كان يعني بـ”باطرفي”، المكنى بـ”أبي عبدالله السوري” والمكنى أيضًا بـ”أبي عمر السوري” وهو أحد الكوادر الطبية لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، إلا أن السوري توفي لاحقًا في مطلع شهر أغسطس/آب من عام 2023.
وأضاف المصدر أن التنظيم يعاني من أزمة في الكوادر الطبية داخل التنظيم وسبق وأن أشارت أخبار الآن في وقت لاحق أن وفاة السوري سيكون لها تداعيات كثيرة.
وقد تحدثت العديد من الحسابات الموالية والمقربة من إعلام تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، فور إعلان وفاة خالد باطرفي عن سبب الوفاة، مؤكدةً أنه توفي بعد معاناة مع المرض.
سياسة باطرفي في القيادة
لقد سعى باطرفي منذ توليه قيادة التنظيم خلفًا لـ”قاسم الريمي” معالجة الخلافات والأزمات الداخلية، إلا أنه مارس سياسة التأجيل والتهرب والترحيل للخلافات والأزمات الداخلية دون حلها بشكل جذري، وذلك ما عقد الوضع أكثر داخل التنظيم وجعل الجو داخليًا أكثر قلقًا ومشوبًا بعدم الثقة بين القيادات عمومًا، لاسيما الأمنية والعسكرية.
استفاد باطرفي تحت شعار مواجهة القوات الجنوبية بمحافظتي شبوة وأبين، لملمة شمل التنظيم المُتشظي، وحاول جاهدًا بذلك استنزاف كل قدرات وطاقة التنظيم عن مواجهة جماعة الحوثي شمال البلاد، بل قام تنظيم القاعدة بتسليم مناطق كاملة في البيضاء كان يسيطر عليها. “المسرحية” كما وصفها جهادي سابق كان في أفغانستان، بينما يستميت اليوم ويواجه بكل شراسة في محافظتي شبوة وأبين، القوات الحكومية.
وقد حاول باطرفي المشاركة في العمل الخارجي أو ما يعرف بـ”الجهاد العالمي” إلا أن كل تلك المُحاولات باءت بالفشل، من أبرزها محاولات استهداف البحرية البريطانية في محافظة المهرة بزوارق بحرية مفخخة.
سعد العولقي ومستقبل التنظيم
يتمتع سعد بن عاطف العولقي بشعبية ونفوذ أكثرُ من باطرفي زعيم التنظيم سابقًا، ومع أن سعد بن عاطف لا يبدو الشخصية المُناسبة لتنفيذ أجندة سيف العدل -القائد الفعلي لتنظيم القاعدة حاليًا- وذلك لأسباب كثيرة منها الخلفية الفكرية والمكانة القبيلة ولاعتبارات أخرى، إلا أن سعد بن عاطف هو الخلف لباطرفي في ذهنية جميع قيادات وعناصر التنظيم، فتجاوز العولقي في هكذا مرحلة سيقود التنظيم نحو الهاوية، ومجلس شورى التنظيم أو ما يعرف بالقيادة العامة عمومًا أذكى من أن تتورط في هكذا سقطة في هكذا توقيت حرج.
وقد جرى الخلاف الحاد كثيرًا بين سعد بن عاطف العولقي من جهة وخالد باطرفي ومسؤول الجهاز الأمني إبراهيم البنا من جهة أخرى، إلا أن سعد بن عاطف عُرف بالطاعة العمياء لقيادة التنظيم وفي نهاية كل خلاف يذعن بالسمع والطاعة وذلك ما جعل العولقي يخسر الكثير من المحسوبين عليهِ داخل التنظيم، بينهم قيادات ميدانية، وانشق عدد منهم بسبب تهميش باطرفي لمن عرفوا داخل التنظيم بـ”أصحاب سعد بن عاطف”، وقد اعتبروا أن باطرفي يحاول تهميشهم بقطع النفقات المالية، والتعنت لهم ببعض القرارات، مُعتبرين أن سعد بن عاطف قد خذلهم وكان موقفه مخيب لهم، ما دفع البعض منهم ينشق و البعض الآخر يعتزل التنظيم.